نحن مَصْلَحِيُّون في التعامل مع الشِّعر … ما رأيكم؟

قد يكون هذا العنوان صادما، وقد يتوهم البعض أنني أتحدث في الفراغ. أو أنني أقصد الاستفزاز. كلنا مصلحيون مع الشعر كغيرنا من ذوي المصالح الأخرى. لكن رويدك فهذا العنوان يحيلنا إلى صورة قديمة جدا من صور المصلحية التي تتربص بالشعر والشعراء معا. صورة عنترة بن شداد الذي يخبرنا عن معاناته مع هذه المصلحية عندما كانت القبيلة تحتاجه فهو الفارس والمقدام والطيِّب، وفي غير حاجتها له فهو المُهان المدفوع بالأبواب:

ينادونني في السلم يا ابن زبيبة *** وعند صدام الخيل يا ابن الأطايب

أما عن صورة المصلحية في عصرنا فغالبا ما يحضر الشعر على ألسننا على سبيل التفكه في كلمة نلقيها، وقد ألجأتنا إليه بضاعتنا المهلهلة في النظر والحجج العميقة. لذلك نلوذ بالشعر او نمارس على الجمهور أحبولة استدعاء شاهد شعري لاستمالته إلى أفكارنا أو لتمرير رسالة آنية.. حقا يبقى الشعر هو صوت الحكمة في زمن العي والعجز عن الإقناع.

والسؤال: أليس هذا من المصلحية؟ وأنتم ما رأيكم أننا مصلحيون في التعامل مع الشعر، بحيث لا نلجأ إليه إلا عند حاجتنا له؟

-عبد الغاني العجان

2 thoughts on “نحن مَصْلَحِيُّون في التعامل مع الشِّعر … ما رأيكم؟

  1. لا مشكلة في ذلك طبعا يا محمد. مصلحوين نفعيون مع الشعر هذه هي المشكلة. ألا نرى أن الشعر الآن هو في ذيل اهتماماتنا أفرادا ومجتمعات وسياسات ثقافية؟ ألا نرى أننا نتعامل مع الشعر تعاملا وقتيا؟ ما هو الوضع الاعتباري الذي يأخذه الشعراء في زماننا؟ طبعا هم في ذيل الاهتمام والتقدير ، لكن حين نعجز عن الإفهام، حين يصيبنا العي في التوصيل نلجأ إلى حكمتهم وأشعارهم نلوذ بها؟ أليس هذا نوعا من المصلحية والنفعية الثقافية؟ .. تحياتي لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top