تنطلق مجموعة من الدراسات السوسيولوجية من اعتبار هيئة التدريس تنتمي إلى البورجوازية الصغرى، وهي كذلك هيئات تشكل طوائف حقيقية لانخراطها في تنظيمات تدور حول التربية الوطنية. كما يمكن القول بأن المدرسين والمدرسات يشكلون مجموعة لها مصالح وأفكار وقيم وطقوس وأهداف مشتركة.
– أبعاد مجموعات الجسم التعليمي:
ككل مجموعة فإن الجسم التعليمي يعمل وفق منطق مجموعاتي ذي ثلاثة أبعاد جدلية:
* وجود وظائفية للجماعة التي تقوم على قواعد وطقوس، وقواعد القبول والرفض والطرد؛
* وجود تضامن داخل الجماعة، ووجود عدوانية وتردد اتجاه الأجنبي؛
* وجود هوية فردية وجماعية متبادلة التأثر والتأثير؛
– خصائص هيئة التدريس:
تمتاز هيئة التدريس بعدة خاصيات نوعية منها:
* نسونة المهنة؛
* وجود نقابات تمتاز بأهمية ما بالمقارنة مع باقي القطاعات. كما تلعب النزعة النقابية دور المازج بين رجال ونساء التعليم، والرفع من الوعي المهني لعموم المدرسين والمدرسات؛
* قوة إعادة الإنتاج؛
* ارتفاع نسب التزاوج بين المدرسين والمدرسات؛
وجدير بالذكر أن لهيأة التدريس نظام قانوني يحدد الحقوق والواجبات والمسؤوليات والترقيات المتمثل في النظام الأساسي وقانون الوظيفة العمومية وجميع القوانين المرتبطة بمهنة التدريس وأخلاقيات المهنة.
– المدرس وخبرته المهنية:
إن المدرس خبير حينما لا يكون مبتدئا يتحكم في تخصصه وديداكتيك المادة التي يدرسها. ويكون كذلك حينما يكون متخصصا صاحب تجربة في التعليم؛ غير أن المدرس المهني يفوق الخبير؛ فإذا كانت جميع المهن تتطلب خبرة كبيرة فإن كل خبرة محدودة بالبعد التقني والإجرائي للحرفة بالأساس.
لا وجود لخبير يقول لنا ما إذا كان من المستحب حذف دينامية الجماعات مثلا، أو من المستحب التدريس بنمط ديمقراطي سلطوي أو التدريس بقيم معينة لأنه ببساطة لا وجود للخبرة في مجال القيم والمقاييس الاجتماعية التي يتطلبها نظام تربوي معين.
وهناك من يرى أن ما يميز المهنة عن الحرفة هو التكوين الأساس والمستمر وأخلاقيات المهنة ومراقبة شروط ولوج المهنة.”
– إعداد: عبد أغاني العجان
– المرجع: الحسن اللحية، الامتحانات المهنية، ص. 21.