سنتحدث في هذه المقالة عن مهارة تلقي إجابات المتعلمين بعد طرح السؤال من قبل المدرس والمدرسة. ولي عودة إن شاء الله لمهارة السؤال الديداكتيكي أو لمهارة عرض السؤال على أنظار المتعلمين ومسامعهم في مقالة آتية بإذن الله. إذن السؤال الذي سنجيب عنه في هذه المقالة باختصار شديد هو: كيف نتلقى أجوبة متعلمينا ومتعلماتنا أثناء بناء الدرس؟
– مهارة تلقي الإجابات:
بداية ينبغي أن نعرف أن تلقي أو استقبال إجابات المتعلمين هو مهارةٌ وتقنياتٌ سهلةُ المأخذ والاقتباس وممكنة التعميم. بمعنى أنها ليس مهارة خاصة أو Marque Déposé أو ماركة مسجلة يملكها البعض ولا يملكها البعض الآخر. نعم هناك فروقٌ فردية بين المعلمين والمعلمات لكن ما سنتحدث عنه هو شيء يمكن أن يملكه ويعمل به بسهولة المدرسون والمدرسات جميعُهم في تلقي إجابات المتعلمين.
– توجيهات لتلقي إجابات المتعلمين:
1 – (بعد السؤال) لابد من- منح المتعلمين(ات) وقتا كافيا للتفكير في مضمون السؤال. أي لابد من جود فاصل زمني بين طرح السؤال الواضح وتحديد من يجيب عليه في حدود (3 ثلاث ثوان أو 4 وهناك من قال 5 ثوان) بعد توجيه السؤال . فلا ينبغي أن ننزعج من فترة بياض ننتظر فيها جواب المتعلمين الذين لا ننسى أنهم في لحظة بحث عن حل وعن الصياغة المناسبة للإجابة. فضلا عن تذكر الأفكار وتجميعها.
2- تجنب تعويد المتعلمين على تقديم الاجابة بشكل جماعي وبسرعة، الأمر الذي يمنع احترام إيقاعات التعلم المختلفة داخل الفصل. بمعنى أن وثيرة التعلم تختلف من متعلم لآخر حسب القدرة الاستيعابية والطلاقة في الكلام والسرعة فيه… إلى غير ذلك.
3 – الانتباه بشكل جيد وبتركيز لما يقوله المتعلمون أثناء إجاباتهم، بل والدخول معهم في حوار أحيانا بمطالبتهم بتوضيح ما قد يشوب ردودهم أو إجاباتهم من غموض. وهذا (في الحقيقة) يزيد من منسوب مهارة التفسير والشرح والحديث المسترسل لدى المتعلمين، بل يعمق هذا الأسلوب الطريقة الحوارية بيننا وبين التلاميذ. وهنا يمكن مطالبة المتعلمين بتقديم امثلة بخصوص الحلول التي يقدمونها، للتأكد من تمكنهم من فحوى الاجابات المقدمة.
4 – النظر في وجه المتعلم الذي هو بصدد تقديم الإجابة، واعتماد الإيحاء غير اللفظي من قبيل الإشارة بالراس للتعبير عن استحسان الإجابة. ماذا نقصد بالإيحاء اللفظي؟ نقصد به أن نعطي الحرف الأول من الكلمة المطلوبة. أو أن نقدم الجملة الأولى من تعريف يضم جملتين. أو الإشارة إلى الاسم الأول لشخصية تضم كلمتين… وغير ذلك من حالات الإيحاء اللفظي بالجواب الذي يحد (حقيقة) من عملية التفكير في الجواب عند المتعلمين؟
وهنا يطرح سؤال عن المتعلمين الذين لا يشاركون أو لا يتطوعون للإجابة. في هذه الحالة نطرح أسئلة سهلة تمكنهم من الاجابة أو اسئلة تتطلب جوابا واحدا قصيرا بكلمة أو جملة واحدة. نعم في هذه الحالة نقدم تلميحات للمتعلمين الذين لا يشاركون تساعدهم في الإجابة . وفي حالة تعذر الإجابة على الجميع يمكنني أن أقوم بهذه التلميحات المساعدة لجميعهم.
5 – المرونة من قبل المعلم والمعلمة عند تلقي إجابات المتعلمن، فلا نتوقع إجابات محددة كالتي في أذهاننا أو التي نحضرها في تخطيطنا للدرس أو في الجذاذة، بل نتوقع إجابات متعددة متقاربة تدور حول المطلوب. وهنا أيضا ينبغي مطالبة التلاميذ بالانخراط في الحكم على صحة الاجابة المقدمة من قبل زملائهم، خاصة في حالة مجانبة الصواب، وفي حالة ثبوت صحة إجابات المتعلمين ندعوهم للمساهمة في اغنائها وإثرائها والنظر إليها من زوايا أخرى.
– خاتمة:
دون أن ننسى في الأخير، وهذا تحدثنا عنه سابقا، تشجيع المتعلمين على المشاركة والإشادة بالإجابات الصحيحة وتقديرها، والابتعاد عن تبخيس مجهودات المتعلمين الذين أخفقوا في تقديم إجابات مقنعة، فضلا عن التعامل بحكمة وصبر وروية وتوجيه لطيف مع بعض إجابات المتعلمين الخارجة عن الدرس، أو بعض الإجابات المضحكة أو المستهترة. وهنا ينبغي ألا ننجر مع سلوك المتعلم برد مثيل ساخر أو مضحك يجعنا نغادر مكاننا التربوي. أقصد صفة المربي والمربية.
هنا لا ينبغي ان التلاميذ الانطوائيين وغيرهم من الحالات التي لا تجيب الا بدفعها للامر وهذه حالات يجب ان يكون عارفا بها وينتبه لها ناهيك عن تحفيز الكل للجواب لانه غي الحالات هناك من لا رغبة له في المشاركة
كلام في الصميم شكر لمرورك