– اختيار المشرف على البحث:

البحث هو فعل تعلم بالنسبة للطالب، لذا فمن المهم أن يساعده في هذا العمل شخص يضع في متناوله جدارته وخبراته. في الواقع، تلتفت أكثر مؤسسات التأهيل إلى هذا الأمر وتُعيّن المشرفين. وهذا التعيين يأخذ أشكالا مختلفة حسب المؤسسات:

في بعض الحالات، يكون المشرف على البحث بالضرورة الأستاذ المدعو يحكم على البحث. وفي حالات أخرى، تكون للطالب حريته في اختيار المشرف على بحثه. وبين الحالتين توجد حالات أخرى كثرة تتفاوت في صيغتها. وفي جميع الحالات يبقى اختيار المشرف على البحث خطوة مهمة قد يتوقف عليها قسم لا بأس به من نجاح المشروع. وفي حالة الفشلِ الطالبُ هو أثر الأحيان من يتحمل النتائج.

– ماذا ننتظر من المشرف على البحث؟

        حتما، تنتظرون من المشرف على البحث، أن يضع جدارته في تصرفكم ويساعدكم بتعاطف، وصبر وفعالية، من خلال علاقة واضحة أكثر مما يمكن. ومهما يكن نطرح عليكم لائحة النشاطات والمساهمات التي يقدمها عادة المشرف على البحث:

        – بإمكان المشرف على البحث أن يعطيكم المعلومات والإيضاحات في أطار اختيار موضوع البحث. بإمكانه مثلا أن يطرح عليكم حقل دراسة له أهميته الخاصة.

        – بإمكانه مساعدتكم في إيضاح المسألة وإعطاؤكم أسماء المراجع الأساسية.

        – بإمكانه أن يؤمن اتصالكم مع أشخاص قادرين على إعطائكم المعلومات القيمة في المجال الذي اخترتموه.

        – بإمكانه إن يعطيكم الإيضاحات حول النظريات والنهج المتبع.

        – بإمكانه أن يسهل لكم وصولكم إلى مصادر أو مؤسسات معينة، بتدخله الشخصي أو بواسطة رسالة توصية.

        – بإمكانه أن يقدم لكم النصائح الأساسية حول تطور المعضلات التي تعالجونها.

        – بإمكانه أن يضع معكم التقييمات التتبعية لبحثكم وأن ينصحكم بالنسبة لوضع تصاميم وبرامج المراحل المختلفة في دراستكم. 

        – بإمكانه أن يعطيكم النصائح حول طريقة طبع البحث ونشره.

– ضرورة إجراء اتفاق واضح:

لا تكتفوا بالوعود المبهمة. لا شك أن في جميع أشكال التعاون هناك فرص للصدف والأمور الطارئة. لكن من الأفضل أن يجمع بين الطالب والمشرف على بحثه نوع من العقد، وقد يتناول كل النقاط المعروضة في الفقرة السابقة. على الأقل يجب أن يكون هذا العقد واضحا حول المسائل: الوقت المحدد، نسبة اللقاءات، المجالات التي فيها التعاون والمشاكل التي تضطر الطالب للاستعانة بمصادر أخرى.    

– إعداد: د. عبد الغاني العجان

* المرجع: جان بيار فرانيير، كيف تنجح في كتابة بحثك، ترجمة هيثم اللمع، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيرزت، الطبعة الثالثة، 2000، ص. 58-61 (بتصرف)