يمتد إنجاز البحث على مدى فترة طويلة، ولأسباب عديدة غالبا ما تكون هذه الفترة متقطعة. هذا التقطع يستدعي من الباحث رؤية شاملة للمهمة التي يقوم بها وللمراحل المختلفة التي عليه اجتيازها. في كتاب “كيف تنجح في كتابة بحثك؟” لبيير فرانيير إشارة إلى إحدى عشرة خطوة عملك على هذا الصعيد.
مراحل/خطوات إنجاز البحث:
هي إحدى عشرة خطوة، نقترحها للاطلاع، وتقدير أي درجة أو خطوة يمكنها أن تطابق مشروعك، كما يمكنك تعديلها وتكملتها بهدف تكييفها معه.
– الخطوة الأولى: ظهور الفكرة
لا يمكننا معرفة متى تبدأ الفكرة وكيف تتكون، إلا أنه يجب أن تكون لهذه الفترة نهاية كي يمكننا الشروع بإنجاز البحث. من المثمر أن نتردد لكن ليس لفترة طويلة.
– الخطوة الثانية: البحث عن المعلومات والقراءات الأولى
الفكرة وحدها لا تكفي؛ إذ ينبغي الانتقال إلى التنفيذ، وهذا يبدأ بالبحث عن المعلومات مع استشارة ذوي الجدارة، وبسلسلة من القراءات الاستكشافية.
– الخطوة الثالثة: تبيان الموضوع
هي لحظة مهمة تقتضي تبيانا دقيقا للموضوع الذي سيخضع للتحليل، وذلك من خلال عشرة أسطر أو أكثر. من المفيد لكتابتها أن تتعرفوا بشكل واضح إلى ما يحيط بحق استقصائكم. هذا انص الذي قد يخضع لعدد من التعديلات سيصبح ديلا بحثكم وفي الوقت نفسه أساسا لنقاشكم مع من تستقون منهم المعلومات. على هذا الصعيد، قد يقودكم عدم الدقة إلى منعطفات خطرة.
– الخطوة الرابعة: تطبيق الاختبار
إن الوثيقة التي بيَّنتم موضوعكم من خلالها ستسمح لكم بتطبيق فحص “إمكانية التحقيق” الذي قدمناه بنوع من التوضيح في الحلقة الأولى.
– الخطوة الخامسة: اختيار الموضوع نهائيا والقراءات الإضافية
يسمح لكم تطبيق الاختبار بتحديد أو تعديل موضوع دراستكم، وقد يضعكم في موقف يجعلكم تقررون اعتماد الموضوع، أي الالتزام به. وعلى الفور يمكنكم القيام بعدد من القراءات الإضافية لتوضيح الأبعاد المختلفة للموضوع.
– الخطوة السادسة: وضع برنامج مفصل للعمل
دون الانتظار طويلا، ينبغي وضع برنامج للعمل المفصل الذي يكون مرشدا حقيقيا لنشاطكم. (يأتي التفصيل في هذا البرنامج في حلقة قادمة).
– الخطوة السابعة: تنفيذ المهمات المذكورة في برنامج العمل
نشاطات كثيرة بانتظاركم؛ إنها لطريق طويلة تشكل الجزء الأساسي من عملكم.
– الخطوة الثامنة: التقييم الوسطي
عندما ترون أنفسكم عند منتصف وقت دراستكم، اجعلوا تقييم ما بحوزتكم من عمل بحثي محطة في برنامجكم. في الواقع قد تطرأ أثناء عملكم بعض التعرجات، فصول قد تطول وأخرى يصعب إنجازها أو تظهر عديمة الجدوى، مما يؤدي إلى إعادة توجيهٍ في التخطيط، وأحيانا في المحتوى، وإلى تعديلات في برنامج العمل. وليس كثيرا أن نخصص يوم عمل لقراءة ثانية مفصلة لما بحوزتكم. وينصح كذلك باستشارة المشرف على بحثكم.
– الخطوة التاسعة: وضع برنامج للكتابة
هذا البرنامج سنخصص له مجالا في حلقة خاصة قادمة.
– الخطوة العاشرة: الكتابة
يجب أن تسبق نشاط الكتابة قراءة ثانية لبحثكم. وتجنب الانحرافات والتكرارات من المفيد أن تنعشوا ذاكرتكم حول أساس الأعمال التي أنجزتموها. ولنا عودة بتفصيل لخطوة الكتابة في الحلقات القادمة.
– الخطوة الحادية عشرة: وضع المخطوطة والنشر
حول هذين الموضوعين، سنتحدث بتفصيل في حلقة خاصة قادمة، لأن الحديث عنهما قد يطول على المجال المخصص لهذا المقال.
– إعداد: د. عبد الغاني العجان
* المرجع: جان بيار فرانيير، كيف تنجح في كتابة بحثك، ترجمة هيثم اللمع، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيرزت، الطبعة الثالثة، 2000، ص. 34-36 (بتصرف)
جزاكم الله خيرا أستاذي الكريم على هذا المقال القيم.. دمتم منارة للعلم والعطاء
العفو، شكرا لمروركم .. دام لك التوفيق والنجاح