تُعد الموضوعية شرطا لإنجاز دراسة علمية ذكية وناجحة. لذا يجب الإقرار أن الخضوع لقواعد علمية في البحث يمنح مهمتنا امتيازا. هنا نتساءل حول ما يعطي لطريقة الدراسة المتبعة في إنجاز بحثك طابعا علميا. في كتاب “كيف تنجح في كتابة بحثك؟” لبيير فرانيير تذكير بقواعد أمبيرتو إيكو وأقطاب دوبروين ليكون البحث ذا طابع علمي:
1- قواعد أمبيرتو إيكو ليكون البحث علميا:
يرى امبيرتو إيكو أن البحث يكون علميا، إذا تبع أربعة قواعد هي:
أ- يجب أن يقوم البحث على موضوع محدد تمكن معرفته، بشكل يسمح للآخرين أيضا بالتعرف إليه.
ب- حول هذا الموضوع، يجب أن يقول الباحث شيئا لم يُذكر بعد، أو أن يعيد النظر إليه برؤية مختلفة عمَّا نُشر سابقا.
ج- يجب أن يكون البحث مفيدا بالنسبة للآخرين.
د- يجب أن يعطي البحث العناصر التي تسمح بالتحقق من صحة الافتراضات التي قدمها؛ أي أنه، نوعا ما، يجب أن يعطي العناصر التي تسمح بمناقشة عامة له. وهذا مطلب أساسي.
2- أقطاب الطابع العلمي للبحث عند دوبروين:
على الباحث بحسب دوبروين أن يوجه مسار بحثه وفقا لأربعة أقطاب:
أ- القطب الإبيستيمولوجي: يقوم بعملية تيقظ انتقادي. وهو على طول التنقيب العلمي كفيل بإنتاج المادة العلمية وبتوضيح معضلات التنقيب (…) ويقرر بحكم أخير قواعد عرض وتوضيح الوقائع، وفهم صحة النظريات…
ب- القطب النظري يقود طريقة وضع الافتراضات وبناء المفاهيم. إنه التشكل القياسي للمواد العلمية. وهو يقترح قواعد تفسير وتحديد الحلول المعطاة مؤقتا للمعضلات. وفيه تنضج اللغات العلمية وهو الذي يحدد تحويل الأمر إلى مفهوم معين…
ج- القطب التكويني يسن قواعد تكوين وتشكيل المادة العلمية، ويعطيها صورة معينة وترتيبا معينا لعناصرها. وهو يُوجِد (…) طرقا متنوعة للتحكم بالعناصر المؤلفة للمواد العلمية: دراسة أنواعها، النوع الأمثل، النظام والنماذج البنيوية…
د- القطب التقني يراقب المعطيات ويسعى إلى استنتاجها للتّمكُّن من مقابلتها مع النظرية التي أوجدتها. وهو يتطلب الدقة في الاستنتاج، ولا يضمن وحدة الاتقان.
إن هذه الأقطاب الأربعة ليست كناية عن مراحل منفصلة من عملية التنقيب العلمي، بل هي أشكال خاصة لمسيرة واحدة تسعى أن تكون علمية. وكل تنقيب يتطور ظاهريا أو ضمنيا برجوعه إلى هذه الأقطاب الأربعة المتعلقة حتما في ما بينها.
إعداد: عبد الغاني العجان