من الواضح أننا أصبحنا اليوم نعيش في عصر تتدفق فيه المعارف وتتغير فيه الحقائق والتعميمات بكيفية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسان، وهذا التحول يقتضي تغييرا جذريا في مفهوم العملية التعليمية، فبدلا من المفهوم التقليدي المتمركز حول المحتوى الدراسي والقائم على نقل المعارف الجامدة من المدرس إلى المتعلم، ومطالبته باسترجاع ما استوعبه من معلومات، يأتي التصور المبني على الكفايات بمفهوم جديد يتمحور حول المتعلم، ويجعل العملية التعليمية التعلمية، عملية قائمة على معالجة المعرفة البشرية المتراكمة، معالجة وظيفية.
إن التعليم بالكفايات يضمن تحقيق العناصر الآتية:
* تحديد الكفايات والأهداف المرتبطة بها: انطلاقا من المواصفات التربوية المنشودة، ويقصد بالمواصفات: “الغايات والمقاصد الكبرى للتربية، وهي عبارات تصف نتائج مرغوبة في تربية التلاميذ عند الانتهاء من سلك أو مرحلة تعليمية والتخرج منها”[1]
* تنظيم وضعيات الفعل التربوي: إن جوهر التهييء للدرس التعليمي على اعتبار أنه يعتمد على بناء منطقي لعناصر المحتوى، في شكل وضعيات يتصورها المدرس، من حيث كيفية إنجازها والهدف منها.
* تحديد الوسائل التعليمية والتقنيات البيداغوجية المناسبة: إن تحديد الكفيات التعليمية ومن خلاله، تحديد الوضعيات والأنشطة الكفيلة بتحقيقها يفيد في انتقاء الوسائل التعليمية الملائمة، واقتراح استراتيجيات تعليمية متعددة فردية وجماعية تسهل عملية تنفيذ الأنشطة المقترحة.
* تقويم إنجازات المتعلمين: مفهوم التقويم انطلاقا من بيداغوجية الكفايات يختلف عن المفهوم التقليدي الذي ينحصر في منح نقطة للمتعلمين والحكم عليهم بالنجاح أو الفشل من خلال إنجاز معين، عادة ما يكون مرتبطا بالجانب المعرفي فقط، إنه عملية مستمرة من بداية الفعل التعليمي إل نهايته ويرتبط بمختلف الأداءات التي ينجزها المتعلم.
– المرجع: عبد الرحمان التومي، الكفايات مقربة نسقية، مطبوعات الهلال، وجدة، الطبعة الأولى 2003. ص. 26- 28. (بتصرف)
[1] – محمد الدريج، الكفايات في التعليم، سلسلة المعرفة للجميع، العدد 16، منشورات رمسيس، 2000، ص. ص. 92.