المُدَرّس.. خِرّيج مركز تكوين أم مدرسة مسرح؟

تطرق كتاب “مفارقة حول المدرس” لصاحبه Hubert Hannoun ” إلى أن عملية التدريس هي مسرحية تدور فصولها بالفضاء التربوي، وبطلها هو المدرس بوصفه مُمَثلا، لأن في رأييه ما يحدث على خشبة الفصل الدراسي، لا يحدث كما يحدث في الواقع بصورة طبيعية وتلقائية.

والكاتب في هذا الكتاب يدافع عن أطروحة مفادها، أن المدرس الناجح هو ذلك الممثل الذي ينجح في إخفاء شخصيته الحقيقية، بكل ما تحمله من انتماء ثقافي وعرقي، وكل ما تعيشه من صراع نفسي وطبقي، وما تؤمن به من قناعات خاصة.

في الكتاب أيضا يعرض المؤلف إلى مختلف تجليات الكوميديا المدرسية، بالمعنى الإيجابي للكلمة، كما يتوقف عند مظاهرها السلبية؛ ويرى كذلك أن الخدعة البيداغوجية هي خدعة شريفة، لا مجال لرفضها بدعوى الأصالة والصدق، لأنها مُستندة إلى موقف علمي وتربوي.

سؤال للنقاش: هل يصح وصف عملية التدريس بالمسرحية؟ وإذا علمنا أن سلوك الممثل في المسرحية يكون مصطنعا، فإلى أي حد يمكن إسقاطه على سلوك المعلم؟ وهل المعلمون خِرّيجو مدارس تكوين معلمين أم مدارس مسرح؟

  • عبد الغاني العجان

4 thoughts on “المُدَرّس.. خِرّيج مركز تكوين أم مدرسة مسرح؟

  1. فعل التدريس هو عملية معقدة يتداخل فيها النفسي و الاجتماعي و السياسي و المجالي …و الذاتي و الجمعي و الخاص و المشترك و الصريح و الضمني و المعلوم و المجهول …و العقلي و الفطري و القدرة و العجز و الفعل و ردة الفعل انها ممارسة تبدو من الوهلة الأولى غير ديمقراطية و غير متكافئة و عشوائية و تضرب مبدأ تكافؤ الفرص عرض الحائط….لكن الذي يعيدها الى لعب دورها الريادي التفاعلي الايجابي هي البيداغوجيات النشيطة بوصفها القالب الذي يحتوي الفعل التعليمي و بوجهه نحو الهدف او الكفايات المنشودة و يجعله أكثر حيادا و موضوعية….و بالتالي فإن الاستاذ المهني المتمرس على البيداغوجيات النشيطة يصبح مجرد عنصر ضمن بنية من العناصر يمارس مهامه داخل القسم عن بعد او بالنيابة الموجهة عندما ينتدب عنصرا اخر للقيادة او التنشيط او بالاحرى تقمص ادوار تربوية مسرحية غير ربحية تتسم بالمرونة و يتمتع افرادها بالقدرة على تبادل الادوار و التنازل عنها لصالح عنصر اخر لا يحمل الصفات نفسها ….لان لعب الادوار و تقمصها هو تجربة فريدة و منفردة تقود المتعلم للتدرب على تحمل المسؤولية مهما إختلفت السياقات و المواقف و تقاسم التجارب مدى الحياة

    1. كلام دقيق وفي الصميم ينم عن إدراك عميق لِكُنه التدريس يا خالد. التقمص ولعب الأدور استراتيجية هامة في التدريب والتعلم المهاري، وهو أمر لا غبار عليه، في سياقات تعلمية تدريبية عديدة كالكتابة والفنون والرياضات والطب والحرب… وغيرها من السياقات التي تُكسب المتعلم المسؤولية والقدرة على الأداء الجيد، وعلى مواجهة الحياة. لكن مع ذلك يثوي في السؤال الآتي ما يثوي: هل تقبل التربية أو بعض التربية أن تكون المَسْرََحَة جسرا لها؟

  2. يمكن اعتبار العملية التعليمية مسرحية ، منصتها الفصل أو أي فضاء آخر ،و ممثليها التلاميذ و مخرجها الأستاذ. يقوم المتعلمون بتقمص
    أدوارهم التربوية كل حسب اختيار ما يناسبهم من أدوار ثم يتم توجيههم من حيث لا يدرون إلى الهدف أو إلى الأهداف المراد تحقيقها… إن القول بأن العملية التعليمية مسرحية قول صائب إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تعدد الأدوار التربوية المنوطة بالأستاذ ،و الذي يعمل بدوره على نقلها بشكل صريح أو ضمني بهدف تحقيق ما يصبو إليه من أهداف بأقل مجهود و في وقت وجيز.

    1. رأي مقدر وتصور وجيه من أستاذة قديرة قضت وقتا زاهرا من العمر في فضاءات التعليم والتعلم.. لكن يبقى في المسألة شيء قد يكون خفيا أو ظاهرا .. هل مسرحة التربية والتعليم فيه ما فيه من المس ببعض القيم التي تأبى المسْرَحة والتمثيل كالصدق مثلا؟ ألا يكون التأثير المنشود في العملية التربوية أقل في حال مسرحتها وتمثيلها؟ تحياتي العطرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top