أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِّحَابا *** لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابَا
بيتٌ شعريٌّ للشاعر الحديث أحمد شوقي يتماهى مع ما قاله الشاعر المتنبي قديما:
أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ *** وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ
وكلاهما يعطي تصورا عن الأصحاب والكتب. فهل للتجربة الشخصية أثرٌ في ذلك؟ أقصد تجربةَ شاعرٍ كالمتنبي بكاريزما ثقافية وشِعْرية خاصة، في تاريخ الثقافة العربية، تجعل البعض يُرَدِّدُ دُون تَرَدُّدٍ: “لئن قالها المتنبي فقد صدق”، لأنه الأعْرف بقيمة الكتاب. وعندما يأتي شاعرٌ حديثٌ بقيمة أحمد شوقي ليُعلنها واضحة: “أنا من بدَّل بالكتب الصِّحابا”، تتأكد في الأذهان وَجاهة هذا التصور. وفي المقابل فإنه قد تجمعك ببعض الصِّحاب فُرَصٌ تغنيك عن مجالسة وفرة من الصُّحف والكتب …
ويبقى السؤال: هل صحيح ما قاله المتنبي وشوقي؟ وإلى أي حد يصح ذلك؟ أم أن الأمر ما هو إلا تجارب شخصية في تفضيل الكتاب أو الأصحاب؟