– تعريف الحافزية للتعلم:

في التحفيز على التعلم. ونعني به بث الحافزية على الدراسة والتعلم لدى التلاميذ. لأن ذلك يعد جزءا من عملنا. ولأن من الخطأ الاعتقاد أن مهمتنا هي التعليم فقط. بل من مهامنا أيضا التحفيز.

(حَفَزَ)  كلمة تدلّ على الحثّ. فالحفزُ: حثُّك الشىءَ مِن خلفه. دفعك إياه بلطف. ويُعَرَّف (التحفيز) بأنه هو كلُّ قول أو فعل أو إشارة تدفع الإنسان إلى سلوكٍ أفضل، أو تدفعه للاستمرار فيه وهو عملية نفسيَّة لا جسدية.

– التحفيز لا يتم بالإكراه:

عملية التحفيز لا تتم بالإكراه. لأن الإكراه على الفضيلة لا يصنع إنسانا فاضلا، والإكراه على الكرم لا يصنع إنسانا كريما، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع إنسانا مؤمنا. ولهذا قال المثل الفرنسي:

ON NE PEUT PAS FAIRE BOIRE UN CHEVAL QUI N’A PAS SOIF

إذ لا يمكننا أن نرغم فرسا على الشرب إن لم يكن لديه عطش، أو تعطش إلى الماء. والحافزية عند المتعلم، أيها الكرام أيتها الكريمات، هو تعطش إلى التعلم وطلب للمزيد من المعرفة، والبحث عن أدواتها. وهذا التعطش هو مطلبنا داخل الفصل الدراسي. وسأذكِّرُ بخاصيتين أساسيتين في بناء هذا التعطش لدى متعلمينا ومتعلماتنا الأعزاء. 

– خاصيتان أساسيتان لبناء التعطش للعلم:

لو عدنا إلى سيرة عالم ومعلم جليل من تاريخنا لوجدناه يضع اليد على صفتين هامتين في حافزية التعلم التي سميناها تعطشا للدراسة والقراءة والكتابة والمدرسة والفصل الدراسي واللقاء بالمعلم والمعلمة في رحاب الأقسام.

هذا العالم المعلم هو أبو حامد الغزالي قال متحدثا عن نفسه: “وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي، وديدني من أول أمري، وريعان عمري”.

نأخذ من هذا الكلام إشارتين أساسيتين: 

– الأولى أن التعطش إلى العلم والتعلم ينبغي أن يبنى في ريعان العمر. (الريعان : البداية). ولعل البداية المناسبة للحفز على التعلم هي المراحل الأولى من التعليم. إذن فالمسؤولية قائمة على عاتقنا لحفز التلاميذ والتلميذات على توطيد العلاقة مع الكتاب والقسم بحب وسعادة.

– الثانية: أن التعطش إلى التعلم ديدن ودأب بمعنى عادة. فليس التحفيزُ درسا ننجزه في أول السنة ثم ننتهي منه. يحتاج منا رعاية يومية وعناية خاصة. فلا يمكننا انتظار نتيجة مبهرة وسارة داخل الفصل دون تحفيز، المتعلمون بحاجة للتجديد المستمر.

– بم يكون التحفيز على التعلم:

بم يكون التحفيز؟ هنا أذكر بشيئين بسيطين في التحفيز:

 –  التحفيز اللفظي مثل رائع، وفقك الله، ممتاز يا مبدع. جيد – ممتاز جدا – أصبت – جواب متميز…

– التحفيز الكتابي وهو كل ما يكتبه المعلم ويقدمه للطالب مثل شهادات الشكر ونحوها.

الخلاصة، أنه ينبغي أن نقطع من تلك الممارسة التعليمية التي تتلقى جوابا صحيحا أو فائدة من المتعلم دون تقدير وإشادة وتكريم بكلمة مشجعة وبانية ولطيفة تدفعه لتكرار الإجابة الصحيحة تلو الإجابة الصحيحة.